اذا لم تكن فأرا فلا تكن بقره

اذا لم تكن فأرا فلا تكن بقره

كان اللعاب يسيل من فم الفأر, وهو يتجسس على صاحب المزرعه وزوجته
وهما يفتحان صندوقا أنيقا , ويمنّي نفسه بأكله شهيه ،لأنه حسب أن الصندوق يحوي طعاما .. ولكن فكه سقط حتى لامس بطنه بعد أن رآهما يخرجان مصيدة للفئران من الصندوق!!

واندفع الفأر كالمجنون في أرجاء المزرعه وهو يصيح لقد جاؤوا بمصيدة الفئران ياويلنا !!

هنا صاحت الدجاجة محتجة :[ اسمع يافرفور المصيده هذه مشكلتك أنت فلا تزعجنا بصياحك وعويلك]!!

فتوجه الفأر الى الخروف [الحذر, الحذر] ففي البيت مصيدة!!
فابتسم الخروف وقال:
ياجبان يارعديد, لماذا تمارس السرقة والتخريب طالما أنك تخشى العواقب؟! ثم انك المقصود بالمصيده فلا تزعجنا بصراخك , وأنصحك بالكف عن سرقة الطعام وقرض الحبال والاخشاب..

هنا لم يجد الفأر مناصا من الاستنجاد بالبقره التي قالت له باستخفاف
[ياخراشي]
في بيتنا مصيده !!
يبدو أنهم يريدون اصطياد الابقار بها؟!!
هل اطلب اللجوء السياسي في حديقة الحيوان؟
[مفيش فايده]!!

وقرر أن يتدبر أمرنفسه,وواصل التجسس على المزارع حتى عرف موضع المصيده.. ونام بعدها قرير العين .. بعد أن قرر الابتعاد من مكمن الخطر..

وفجأهـ!!
شقّ سكون الليل صوت المصيده وهي تنطبق على فريسه
وهرع الفأر الى حيث المصيده ليرى ثعبانا يتلوى بعد أن أمسكت المصيده بذيله ثم جاءت زوجة المزارع .. وبسبب الظلام حسبت أن الفأر { رآآح فيها}..
وأمسكت بالمصيده فعضها الثعبان,, فذهب بها زوجها الى المستشفى حيث تلقت اسعافات أوليه ,, وعادت الى البيت وهي تعاني من ارتفاع في درجة الحراره..

وبالطبع فان الشخص المسموم بحاجه الى سوائل , ويستحسن أن يتناول الشوربه [ماجي لاتنفع في مثل هذه الحالات] وهكذا قام المزارع بذبح الدجاجه..
وصنع منها حساء لزوجته المحمومه..
وتدفق الاهل والجيران لتفقد أحوالها , فكان لابد من ذبح الخروف لاطعامهم..
ولكن الزوجه المسكينة توفيت بعد صراع مع السموم دام عدة ايام , وجاء المعزّون بالمئات واضطرّ المزارع الى ذبح بقرته لتوفير الطعام لهم!!

أذكركم بأن الحيوان الوحيد الذي بقي على قيد الحياه هو الفأر الذي كان مستهدفا بالمصيده .. وكان الوحيد الذي استشعر الخطر..
ثم فكّر في أمر من يحسبون أنهم بعيدون عن المصيده وأن ......< الشر بره وبعييد>
فلا يستشعرون الخطر بل يستخفون بمخاوف الفأر .. الذي يعرف بالغريزه والتجربه أن ضحايا المصيده قد يكونون أكثر مما يتصورون ..


في الختام تذكر,,

حتى لو كانت المشكله التي تحدث منك لاتعنيك فلا تستخف بها لأن من الممكن أن تؤثر عليك نتائجها لاحقا ومن الاولى أن تقف مع صديقك عند الحاجه وكأنها مشاكلك..