عبدالرحيم - مشرف تنمية بشرية -
عدد المساهمات : 513 نقاط : 6442 تاريخ التسجيل : 02/10/2009 العمر : 35 الموقع : bokragana.malware-site.www الوظيفه : مدرب المزاج : سعيد جدا
| موضوع: مقابله اجريت مع الشاعر الكبير الأحد يونيو 20, 2010 11:57 am | |
| مقابلة أجريت مع الشاعر الكبير فاروق جويدة: مدى التاريخ تميز العرب بابداعاتهم الشعرية وبرز في مختلف العصور عدد من الشعراء الذين وضعوا بصماتهم في ذلك العالم الساحر ، ولكل عصر فرسانه ، ولكل اتجاه من اتجاهات الشعر كتّابه ، لكن ان بحثنا عن سادة الشعر الوجداني في العصر الحديث فسيفرض اسم الشاعر الكبير فاروق جويدة نفسه ويتبوأ مكانه على القمة بقلم تسري حروفه في نبض العروق ، ومدرسة شعرية خاصة به نحتار في وصفها فلا يكفي أن نقول أنها تعتمد على الإحساس المرهف والعواطف الجياشة التي تنتقل من حنايا قلبه إلى قلوبنا. ولا نملك أن نقول أن سر تألقه في سلاسة أسلوبه والموسيقى العذبه التي تتراقص بين كلماته....(ونتوه ونحتار ونغدو حيارى) ونحن نحاول أن نقدمه في هذا اللقاء فكل الحروف تتضائل إلى جانب حروفه وليس لنا إلا أن نترك كلماته لتقدم نفسها بنفسها فهي خير رسول يعرف الطريق للوصول إلى قلب القاريء وبرحابة صدره المعهودة يجيب على اسئلة عربيات واسئلة عشاقه من رواد الإنترنت. الرحلة من القرية إلى المدينة: الشاعر فاروق جويدة،الإنسان الريفي الذي هاجر إلى المدينة ماذا حمل معه من قريته وكيف تأثر شعره بمرحلة الصبا والنشأة الأولى؟ حملت معي من قريتنا الصغيرة ثلاثة أشياء ..هي هذا العشق الشديد للطبيعة بكل ما فيها من مظاهر الجمال أرضاً و سماء و زرعاً .. و حملت أيضاً شيء من البساطة في الحياة و السلوك و حتى أسلوب الكتابة ، لأنني لا أعتقد أن الحياة في حاجة إلى المزيد من التعقيد .. ثم حملت الصدق مع الله و النفس و الآخرين..و كان هذا زادي في رحلتي إلى المدينة الحب بعين ملك الحب: (في عينيك عنواني) وفي قصائد شاعرنا الكبير رأينا عين الحب الذي صورته باحساس راقٍ وعميق يعزف على أوتار القلوب بألحان تفردت بها حتى أصبحت تشكل مدرسة بأسلوبك الوجداني المتميز فماذا تحكي لنا عن علاقة ابداعك بالحب؟ لا شيء أجمل من أن يحب الإنسان ..إنه إحساس جميل و رقيق ، و لكن الحب مسئولية ...إن فيه معاناة و ألم.. و فيه أيضاً سعادة و شقاء.. إذا أردنا الحب علينا أن نتحمل الألم.. كما نبحث عن السعادة .. و أقسى ما في الحب الفراق و أجمل ما فيه التسامح. أشعارك شديدة الرومانسية والعذوبة ، و بعض القراء يقول أن أشعارك تذهبه عن واقعه المر الخالي من لمسات الرومانسية و تجعله ينعم في عالمك الرائع بنفحات من الحب،و البعض الآخر يقول أنه يتحسّر و يتألم عندما يقرأ لك لأن هذا العالم لا يوجد فيه ما تعبر عنه ، فلماذا وصل العالم إلى هذه المراحل من الإحباط في نظرك؟ أنا أكتب من الواقع ، لكنني أحلق في السماء .. لا أقبل أن أغرس أقدامي في الطين...و لست مسئولاً عن غياب الحب عند الآخرين و لكن مسئوليتي أن أضئ كل يوم شمعة حتى لو أطفأتها الرياح. المادة أفقدتنا الرومانسية والإنسانية: هل صحيح أننا في زحمة الحياة فقدنا شاعريتنا ، و هل تظن أنه صحي عدم تواجد الرومانسية في حياتنا بشكل فعلي بدلاً من تواجدها في سراديب الخيال فقط؟ نعم فقدنا الكثير من الرومانسية بل فقدنا الكثير من الإنسانية... حضارة اليوم حضارة بلا قلب...و لهذا أخشى كثيراً من الغد. في الماضي كنا نلمس الحب و الرومانسيةً في كل شئ تقريباً ، فلماذا في نظرك اختفى هذا الشئ من أيامنا؟ مادية الحياة أفقدت الإنسان رومانسيته ، السبب في ذلك أن المال هو لغة هذا العصر الذي أفقدنا كل شئ. ماهو السر الذي جعل قلم فاروق جويدة المتحدث الرسمي باسم قلوب المحبين؟ أعتقد أن السبب في تواصلي مع القراء هو صدقي مع نفسي....و مع الكلمة ، فليست في حياتي مواقف مزدوجة لأنني أعيش كما أكتب و أكتب كما أعيش ، و لم أمارس يوماً الكذب على الناس، و ربما كان ذلك هو السبب في إحساس القراء بشيء من المشاركة معي و هذا شيء أعتز به كثيراً. سؤالُُ ذكرتهُ الكاتبة أحلام مستغانمي... تقول (هل ينتهي الحب عندما نقومُ بالضحكِ على الأشياء التي أبكتنا يوماً؟؟) ينتهي الحب عندما نفقد القدرة على أن نتسامح من الأخطاء الكبيرة أو الصغيرة .. التسامح هو مقياس الحب .. و الحنان هو أجمل شيء فيه. هل تؤيد مقولة (الزواج مقبرة الحب)؟ أحياناً.... إذا فقد الزوجان الإحساس بالحب. ترجمة القصائد العربية: قصائدك تمت ترجمتها لعدة لغات منها الإنجليزية والفرنسية والصينية فهل شعرت ان الترجمة نجحت بالمحافظة على معاني القصيدة العربية أم أنها تخدم الإنتشار فقط؟ لا أعتقد أن الترجمة يمكن أن تنقل كل شيء لأن الشعر كلمة، هذا يعني أن اللغة أهم عناصر القصيدة و عندما ينتقل الشعر من لغة إلى أخرى فهو يفقد الكثير .. و رغم عشرات القصائد التي ترجمت من شعري إلى لغات عالمية إلا إنني أحب شعري بلغتي العربية التي أعشقها.* المسرحيات الشعرية: لك تجارب رائعة بكتابة المسرحيات الشعرية وعندما تم تمثيل(الوزير العاشق)على خشبة المسرح لاقت أصداء كبيرة في جميع الدول التي عرضت فيها فلماذا لم تتكرر هذه التجربة؟ كتبت للمسرح القومي ثلاث مسرحيات قدمها المسرح المصري من خلال نجومه الكبار و هي "الوزير العاشق" ، "دماء على ستار الكعبة" و "الخديوي".. و أعتقد أن المشكلة الأساسية في مسرحياتي أنني اقتربت كثيراً من الخطوط الحمراء في السياسة و هذا شيء غير مرغوب فيه.. و أستعد الآن للانتهاء من مسرحية رابعة أرجو من الله أن يوفقني فيها. بين الكتابة والإلقاء: هناك رأي للبعض يقول ان فاروق جويدة شاعر متميز ولكنه لايجيد القاء قصائده بقدر اجادته في كتابتها فهل هذا صحيح؟وهل من الضروري من وجهة نظرك أن يجيد الشاعر فنون الإلقاء؟ هناك رأي مخالف لهذا السؤال .. البعض يرى أنني أجيد قراءة شعري و لكنني لا أعتمد على فنون الإلقاء و لكن مع صدق إحساسي بالكلمة ، فأنا لا أحترف فن الإلقاء و لكنني ألقي قصائدي كما كتبتها .. و لهذا أشعر بإرهاق شديد في الندوات و الأمسيات الشعرية. السياسة والإقتصاد: كتبت عن القدس وعن القضايا العربية فمامدى تفاعل قلمك مع الأحداث السياسية؟ ما زلت أكتب عن القدس .. و ما زلت ضد التطبيع .. و ما زلت ضد عملية السلام مع إسرائيل .. و لو تم فسوف أرفع يدي من القبر محتجاً إذا لم يكن سلاماً عادلاً للجميع. بدأت حياتك العملية محرراً بالقسم الاقتصادي في جريدة الأهرام ، فكيف جمعت بين الاقتصاد و موهبة الشعر خصوصاً أن الاقتصاد بعيد كل البعد عن الشعر و عالمه؟ الشعر اقتصاد الكلمات .. و لا شيء في العالم الآن ليس فيه اقتصاد. مفردات من قاموس فاروق جويدة القدس: مدينة الأنبياء الفراق: لحظة قاسية لا أحبها السعادة: ضيف عابر اللقاء: ما أجمله مع من نحب الشوق: أحياناً يصبح شيئاً مؤلماً الصداقة: أكبر من الحب إن صدقت الغدر: لا أعرفه الذكريات: حقيبة نجمع فيها أوراقنا قبل أن تحترق في سراديب النسيان الشيخوخة: إحساس بالضجر لا يرتبط بالسن و لكن يرتبط بالإرادة إلى العرب وعربيات: شاعرنا الكبير فاروق جويدة ماذا تقول لعشاقك في مجلة "عربيات" و في كل أرجاء وطننا العربي؟ ما زلت أحلم بأن أعيش حتى أرى عالماً عربياً يليق بنا تاريخاً و حضارة و أمجاداً. و ماذا تقول لمجلة "عربيات" هذه الوليدة على شبكة الإنترنت و التي أسعدتها بتواجدك الغالي على صفحاتها؟ أتمنى للمجلة الشابة الجديدة "عربيات" أن تكون واجهة حقيقية لثقافة عربية أصيلة واعية تمتد حتى الجذور و تحلق حتى آخر نقطة من هذا الكون. ولايسعنا في نهاية لقاءنا مع شاعرنا الكبير فاروق جويدة إلا أن نتقدم له بالشكر على اتاحة هذه الفرصة لنا ولرواد الإنترنت للتعرف عليه عن قرب وعلى اختياره لعربيات لتكون اطلالته الأولى على الإنترنت عبر نافذتها ونتمنى له المزيد من التألق والإبداع. | |
|