SoUL TeAM
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 طوق الحمامة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبير الورد
- عضو كدة وكدة -
عبير الورد


انثى عدد المساهمات : 126
نقاط : 5641
تاريخ التسجيل : 29/11/2009

طوق الحمامة Empty
مُساهمةموضوع: طوق الحمامة   طوق الحمامة Emptyالأربعاء فبراير 10, 2010 12:08 pm

طوق الحمامة
قصة .. من أرض شغل أهلها الحب والغزل

فتح المسلمون الأندلس فأحبهم الناس لعدلهم وتسامحهم .. وأقبلوا يعتنقون الإسلام أفواجاً .. ويدرسون دينهم الجديد بشغف
ويطبقون تعاليمه بحب .. وبفضل هذا أسسوا حضارة عريقة كانت حديث القاصي والداني
ومع توالي الايام والسنين واستتباب الأمر للمسلمين ركن الناس إلى الراحة .. وضعفت الهمم وتحول الدين إلى عادة
وفقد الأطفال الشعور بجمال تعاليم الإسلام التي شعر بها أجدادهم ومع تدفق الأموال .. ورغد العيش انغمس الشباب في الملذات .. وجذبتهم حياة اللهو والمتعة
تصدى لهذا الوضع الكثير من العلماء والفقهاء والغيورين على الإسلام المحبين للأندلس .. ومنهم ابن حزم


كان ابن حزم كثير التنقل بين مدن الأندلس مطلعاً على أحوال الملوك .. والأمراء لقربه منهم مما أكسبه خبرة بأحوال الناس .. وعلاقاتهم .. وبما يدور في أروقة القصور لم يملكها غيرة من العلماء .. هذا إلى جانب قناعته التامة بأن هلاك الممالك .. والدول لأيكون إلا بانحدار أخلاقها .. وسقوط قيمه لهذا قرر أن يتصدى لإصلاح أحوال أهل الأندلس الذين شغلتهم أحوال الحب والعشق بتأليف كتاب عن الحب والعلاقات الحميمة بين الناس واختار لهذا الكتاب اسم (( طوق الحمامه في الألفة والألاف ))


شغل تأليف كتاب (( طوق الحمام )) ابن حزم كثيراً واستغرق ساعات طويلة في تفكير عميق حتى غلبه النعاس وهو يضع خطة كتابه الجديد .. وما أن نام ابن حزم حتى دب النشاط في صفحات الكتاب .. وأطل الشاب صالح واخته عفيفة من بين الحروف .. والكلمات وكأنهما ينتظران هذه الفرصة بفارغ الصبر
قال صالح لأخته : لقد أرهق هذا الكتاب صديقنا ابن حزم كثيراً فما رأيك أن نساعده ؟
تساءلت عفيفة بحيرة : وكيف ذلك ؟
أجابها صالح في ثقة سنتجول معاً في أرجاء الأندلس نجمع لصيقنا ابن حزم قصص الأخلاق الجميلة ... وننشر أفكاره بين الناس


أخذ صالح بيد أخته .. وقفزا معاً من النافذة وبينما هما في الحديقة رفعت عفيفة رأسها فرأت في شرفة قصر مجاور فتاة تبتسم لشاب في الطريق .. والشاب يشير إليها أن تنزل إليه ... شعرت عفيفة بالدماء تندفع في رأسها غضباً وتركت أخاها ... واتجهت نحو الفتاة قائلة : انت جوهرة ثمينة يجب أن لا يصل إليها إلا من يعرف كيف يصونها ... ثم أخرجت من جيبها بطاقة بخط ابن حزم وأعطتها للفتاة ثم انصرفت
رفعت الفتاة البطاقة وقرأت ما فيها " العقل يميل إلى الخير ... والنفس تحض على الشهوات فمن تغلبت نفسه على عقله فقد القدرة على التفرقة بين الحسن والقبيح "

أخذ صالح واخته عفيفة يسيران في شوارع الأندلس الجميلة يتطلعان بإعجاب إلى مبانيها الضخمة ... وحدائقها الغناء حتى وصلا إلى مكان مزدحم عرفا أنه سوق المدينة وهناك سمعا شاباً يقف بين أخوانه يذكر صديقاً له بسوء ... ويفشي أسراره لهم .. ويسخر منه لخلاف حدث بينهما .. وأصدقاؤه يضحكون
فاقترب منه صالح وقال : القوي من ملك نفسه عند الغضب
ما أن سمع الشاب عبارة صالح حتى علا وجهه بعض الوجوم فناول صالح الشاب إحدى البطاقات التي يحملها ... ثم تابع سيره مع عفيفة
نظر الشاب إلى البطاقة فوجدها قد كتب فيها " الوفاء من أقوى الأدلة على طيب الأهل ، الشرف ... وأسمى معاني الوفاء مقابلة الإساءة بالإحسان "

في هذه الأثناء سمعت عفيفة أصوات نساء عالية تأتي من أحد الأزقة الجانبية ... فاتجهت إلى هناك لترى ماذا يجري .. فرأت مجموعة من الفتيات يجلسن في مكان مخصص لتجمع النساء داخل السوق .. ولا حظت إحداهن تغادر المكان ... ثم يلحق بها شاب ... فتابعتهما ورأت الشاب وهو يلح على الفتاة أن تكلمه ... أو تنظر إليه .. والفتاة ترفض فزاد الشاب من إلحاحه فما كان من الفتاة إلا أن قالت بغضب وحدة : لا تطلب المستحيل ... وتابعت سيرها ... أما لاشاب فقد يئس من المحاولة
ابتسمت عفيفة معجبة بتصرف الفتاة وتذكرت إحدى العبارات التي كتبها ابن حزم في كتابه " الصالحة من الفتيات من إذا ضبطت إنظبطت .. والفاسدة إذا ضبطت لم تنضبط .. وتحيلت للوصول إلى الفواحش بضروب الحيل "

وأمام أحد المنازل لاحظ كل من صالح .. وأخته عفيفة رجلاً يتحدث من أهل البيت من خلال أحد الأبواب ... ويرفض الدخول ... فاقتربا منه بعد أن ودع أهل البيت ... وسار في طريقه وسألاه عن سبب رفضه الدخول إلى البيت ؟
فرد الرجل قائلاً : إن لدى أهل هذا البيت جارية حسنة الشكل كاد قلبي يصبو إليها لهذا امتنعت عن دخول البيت اتقاء لموقع الفتنة فالشيطان غير مأمون الغوائل
الصالح من الرجال من اتقى المناظر التي تجلب الأهواء
أعجب رد الرجل صالحاً كثيراً فودع الرجل وهو يردد أبيات صديقه ابن حزم
لا تتبع النفس الهوى
ودع التعرض للمحن
ابليس حي لم يمت
والعين باب للفتن

مرت الساعات سريعة على صالح ... وعفيفة وهما يتجولان في مختلف أنحاء البلاد إلى أن اقتربت عفيفة من أخيها قائلة لقد تأخرنا كثيراً يا أخي ... هيا نعود إلى المنزل قبل أن يستيقظ صديقنا ابن حزمرد صالح على أخته قائلاً معك حق
اسرع صالح وأخته بالعودة إلى المنزل ... وما أن دخلا إلى الغرفة حتى لا حظا أن صديقهما على وشك الإستيقاظ من نومه فاندسا بسرعة بين الحروف والكلمات

--------------------------------------------------------------------------------
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
طوق الحمامة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
SoUL TeAM :: المنتدى العام :: همسات وخواطر-
انتقل الى: