...(( المريضة التي عالجتني ))...من تاليفي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

" المستشفى حد نازل "هكذا انتزعني صوت السائق من بحر همومي ومشاكلي التي لا حصر لها .. وكأن المشاكل ضلت طريقها الى جميع من حولي الا انا..

هنا المستشفى حيث مقر عملي ..هنا حيث المتناقضات .. التعب والراحة ..الامل واليأس ..الفرحة والحزن ..الحياة والموت ..هنا من قد يخرج منها سليما معافى ليكمل مشوار حياته .. ومن يخرج منها ولكن محمولا على الأكتاف لتكن النهاية..

تذكرت حال مرضاي فحمدت ربي اني ادخلها معالجة ..لا مريضة ..تحت رحمة المرض .. فالصحة نعمة تستحق الشكر..لست جاحدة لهذة الدرجة

اتجهت الى قسمي .. قسم الاورام وما أدراكم ..ما قسم الأورام !!!

استقبلتني الممرضة بوجه مبتسم ..فرسمت بدوري ابتسامه باهتة ..ابلغتني ان زميلتي غائبة اليوم لديها ظرف طارئ..اوه ..ساتولى عملها اليوم ..

يالهو من يوم شاق .. ومتى كان العمل مريحا أصلا !!؟؟

قمت بدوري بالكشف على الحالات الجديدة ..ومراجعة الحالات القديمة ..الوضع لم يختلف كثيرا فالمرضى هنا حالهم يتفاوت بين قليل من الأمل .. او اليأس التام ..منهم من لا يزال يتعلق بخيط من الأمل لعله يعيده للحياه ومنهم من حالتهم حرجة انما ينتظرون ذلك الزائر المفاجئ ..وما أصعب الانتظار .. ولكن الاعمار بيد الله

الى ان جاء دور اخر مريض في الكشف ..ياه انها لصغيرة ..فعلا تقربني السن فتاه في مقتبل العمر ..اول مره ارها هنا ..لعلها مستجدة ..دخلت عليها فوجدتها تضحك ومرحة جدا ..تملكني العجب ..هذه اول مرة اقابل حاله بهذا الفرح والمرح ..وجها تنظر اليه فتشعر بالارتياح ..نظرت الى تقييم الحاله ..يااااااه ..انها في مرحلة متأخرة من المرض ..ازداد تعجبي .. ولكنى كالعادة انجزت مهمتى معها وتركتها ..

الحمد لله لقد انهيت عملي الشاق على خير ..يالها من حياة صعبة ..استقليت الحافلة ..اخذت اتامل الطريق .. هذة هوايتي المفضلة ..قطاعتني من بجواري ..حدثتني عن حياتها وكيف ان ابنها قد وافته المنيه وكم انها حزينة لاجله اشد الحزن فانه " يا عيني عليه كان زي الحصان مافهوش حاجة ولكنه قدر الله " وتواصل بكائها..لست وحدي في بحر الهموم ..اخذت اهدأ من روعها .. " زي الحصان " سبحان الله ..الموت يختار فريستة دون تميز ولا معايير ..انه زائر طارئ مفاجئ ..فجأة قفزت لى ذهني انها هي .. وعقدت العزم على ان ازورها غدا

في اليوم التالي.. وصلت متأخرة قليلا كعادتي ..ووجدت ان زميلتي ايضا غائبة .. اتصلت بها واطمأننت عليها .. وواصلت عملي ...وعندما جاء دورها .. دخلت فوجدتها تتحدث مع احدي صديقاتها في مرح .. ووجها تعلوه ابتسامة واطمئنان .. تاملتها قليلا .. وجهها تنظر اليه فتشعر بالارتياح ..احب ان انظر اليه ..انهيت عملي وانصرفت

توالت الايام وانا أذهب اليها يوميا .. اشعر وكأنها أختي.. رغم انى حديثة العهد في هذة المستشفى.. الا انني اول مرة اشاهد مريضة بهذا الصمود والأمل.. وأول مرة اوطد علاقتي بمريضة لدي..

ذات يوم سألتها..ألم تحزني على حالك.. فتاة في مقتبل العمر ونهايته في ان واحد ..ابتسمت ..وقالت لي كلمة تنطق بالثقة.."انه قضاء الله ..وأنا راضية " كان في كلامها صمود عجيب ..جعلني أخجل من نفسي ومن تبرماتي الدائمة ..قضاء الله فلنرضى به.. الحمد لله ...

ذات ليله دخلت عليها فوجدتها تمسك بالمصحف وتقراء بصوت عذب باكي ..احسست بالخجل من نفسي .. ليس لاني دخلت عليها في وقت غير الزيارات ووقت غير مناسب .. بل لاني لي زمن لم أفتحه .أقرائه ..

في الصباح التالي اعتذرت لها .. وأخبرتها ان لدي خبر مفرح لها فهناك جراح مشهور قد أتى للمستشفى وسأحاول أن أجعله يشرف على حالتها وان كانت تتطلب عمليه فسوف يجريها لها بالمجان .. فرحت جدا وشكرتني .. وشاءت الظروف ان لا يقبل الا ثلاث حالات هي منهم ..وقرر اجراء العمليه الجراحيه لها رغم وجود نسبة خطورة الا انها تقبلت الخبر بفرح وحمد لله .. سألتها ألا تخافي ..فردت بثباتها المعهود .."ومن يتوكل على الله فهو حسبه " واقشعر بدني.. كل يوم تعلمني درس عن ذي قبل ..كم أحبها جدا

في يوم العمليه..كانت في منتهى الاطمئنان ..وسألتني ان ادعي لها وقالت لي" لا قدر الله ..قد لا اراكي ثانية ..فاسمحي لي بان أعطيكي هديه ..ولكن أوعديني انك هتحافظي عليها " قلتلها "ان شاء الله " فقالت" هذامصحفي اوعديني الا تهجريه " وتلت قوله تعالى "واذا قرأت القران جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالاخرة حجابا مستورا "45 الاسراء

و "ان هذا القران يهدي للتي هي أقوم ويبشر المئومنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا 9" الاسراء

يومها أدمعت عيناي ..ياااااه منذ متى وانا لم أفتحه ..كم انا سيئة ..كم أحبك يا أختى .. واحتضنتها بقوة ..لن انساه ما حييت

تمت بحمد لله العمليه وخرجت منها سالمة .. ولن أوصف لكم مقدار سعادتي ..فمثلها كنز خفت أن أفقده ..كم أحبها ..لانها هي التي عالجتني..

.......عالجتني من غفلتي ......

فالغفلة مرض يصيب النفوس

ولعلة النفوس أش

د وطأة م

ن علة الأبدان

قصه رااااااااااااائعه جدا
واسمها اجمل
شكرا لك ياقمر

ان هذا القران يهدي للتي هي أقوم ويبشر المئومنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبير أدمعت عيناي ..ياااااه منذ متى وانا لم أفتحه

سمر ..مرورك وتعليقك هو الاجمل يا جميل

ا\عمرو..
وهذة هي العبرة ..لنا..لا بل لي اولا
شكرا لمروركم الكريم

وجزاكم الله كل خير جمبعاً

الالم والسعاده
الموت والحياه
النوم واليقظه
متضادات غريبه تواجدت داخل
مكان واحد
بل انسان واحد
لكن مع القران
تواجدت السعاده
والحياه فى قلب الانسان
ربنا يجازيكى عنا خير
ويجعلك من اهل القران

جزانا واياكم
واللهم ااااااااااااااااااااامين

» ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟
» القصة التي ابكت العالم
» المباديء ال6 التي ستساعدك لكي تكون نظرتك للاشيـــاء سليمه