بعد المغرب أفتح بوابة المنزل و أدلف إلى الدور الأرضي في خطى خافته و أدير مفتاح الإضاءة ، لتغمر الإضاءة الفلوريسنتية البيضاء مسطح المطبخ ، و بعد أول خطوه داخل المطبخ تتحرك احدى بقع البلاط الموزاييكي داكنة اللون ، لأكتشف أنها صرصور مذعور يبحث عن شق في حائط أو بقعة مظلمه يتوارى فيها ، و اذا بي أقفز ملسوعاً لأسحقه تحت نعل حذائي المهترئ ، و أحمله بمزيد من الاشمئزاز لألقيه في سلة المهملات .
و بعد هذا بفترة أتسائل .. ماذا جنى ذلك التعس حتى يتم سحقه بهذه الطريقه من قبل طفل مذعور ، أليس له حق العيش الكريم ، بلا تلوث و لا تهديد متواصل لحياته ؟ أو حتى أليس من حقه الخروج من بلاعته ؟ أليس له الحق في رفض ما يحدث من تسيب و تهاون مع المفسدين من عشيرة الصراصير فاحشي الثراء ، الذين يقضون صيفهم في كنيفات خمس نجوم مطله على البلاعة الشمالية ؟؟
لماذا يكون السحق مصيره و كل ذنبه أنه يبحث عن لقمة العيش و أرض نظيفه نوعاً ما ، يبحث عن مكان يجد فيه نسمه خالية من دخان الدراجات النارية الذي يملأ شبكة المجاري .
و في شق مجاور للشق الذي يعيش فيه الصرصور الأول .. تسكن أسرة أخواله مجموعه من الصراصير النزيهة التي قررت ألا سكوت بعد اليوم يغلق كبيرهم موقع الصرصور توك الذي تحرك فيها عشيرة الصراصير شواربها ، و يفصل الفيشة بدون اغلاق الجهاز .. يخرجون جميعا الى كورنيش الكنيف ليطالب بحق الصرصور الذي سحقه الطفل المذعور ، منذ أيام
و تشاركهم عشيرة الصراصير في كل كنيفات البناية .. ترى هل سيستطيع الطفل المذعور سحق هذه الآلاف من الصراصير المتشحة بالسواد كما سحق الصرصور الأول ؟؟
لسنا صراصير كما يرونا ولكننا دائما المظلومين